by masahat.news

Nov 13, 2025

(5)

Share

القاهرة، مصر

في خطوة تعكس بوضوح مدى التوسع الطموح لسوق التطوير العقاري في مصر، وقّعت شركة EBNY Developments اتفاقية شراكة استراتيجية مع مجموعة ماجد الفطيم لإطلاق أولى فروع العلامتين التجاريتين العالميتين “كارفور” و«سبيكوماركت» في منطقة صعيد مصر. الاتفاقية الجديدة تأتي في وقت حاسم، حيث يُنظر إلى المدن والمحافظات الجنوبية كأحد المحاور الرئيسة للنمو العمراني، ما يجعل هذا التعاون علامة واضحة على كيف يمكن لعقارات التطوير أن تتجاوز وحدها السكنية لتدمج الخدمات التجارية الكبرى.

EBNY Developments، التي أُسّست عام 2012 وتوسّعت في مشروعاتها بين القاهرة وصعيد مصر، تستهدف من خلال تحالفها مع مجموعة ماجد الفطيم — المعروفة باستثماراتها الواسعة في قطاع التجزئة والملتي ريتايل — تقديم تجربة سكنية – تجارية متكاملة للمشترين. ففي مشروعاتها السابقة مثل “Greeny Avenue” في مدينة سوهاج الجديدة، ركزت الشركة على تصاميمٍ تتماشى مع متطلبات المناطق الجنوبية. أما ماجد الفطيم في مصر، فإنه سبق وأعلن عن استثمارات ضخمة لتوسعة فروع «كارفور»، حيث خطط للوصول إلى 140 فرعاً في 25 مدينة داخل مصر، باستثمار يُقدّر بنحو مليار دولار.

من المنظور الاستثماري، فإن هذه الشراكة تفتح جبهة جديدة أمام المطورين والمستثمرين على حد سواء: فوجود فرع تجزئة عملاق ضمن مشروع سكني أو مدينة جديدة يعمل على رفع قيمة الوحدة العقارية — سواء عند إعادة البيع أو التأجير — ويُعزز السيولة والطلب على الوحدات التي تقع قريباً من المرافق الراقيّة. كما أن وجود علامة تجارية مثل كارفور أو سبيكوماركت يُعدّ «عامل ثقة» للمشتري النهائي، ما يمكن المطور من تسويق أسرع وشروط دفع مرنة.

ومع تحول مشهد التطوير العقاري المصري نحو مشروعات متعددة الاستخدامات (Mixed-Use) تشمل السكن، الخدمات، التجزئة، الترفيه، تتماشى هذه الشراكة تماماً مع توجهات الدولة نحو تنمية مدن الصعيد والمناطق غير التقليدية، وتقليص التباين بين المحافظات. وبالنظر إلى أن صعيد مصر يشهد شبكة بنية تحتية متزايدة، فإن المشروع سيكون بمثابة استثمار استراتيجي طويل الأجل، يجذب المستثمرين الباحثين عن عوائد من سوق أقل تجمّداً وأقل تنافساً من مراكز المدن التقليدية.

باختصار، الشراكة بين EBNY Developments وماجد الفطيم تعبّر عن فرق جديد في اللعبة العقارية: ليس فقط بناء وحدات، بل بناء مجتمع شامل يجمع السكن والخدمات والتجربة التجارية — ورمزٌ واضح أن «القيمة» في العقار أصبحت لا تُقاس فقط بالمتر أو الفراغ، وإنما بالخدمات المحيطة والعلامات التجارية الكبرى.