القاهرة، مصر
تستعد ثلاثة صناديق استثمارية خليجية لضخ ما يتجاوز 80 مليار جنيه مصري في السوق العقاري المصري، في خطوة يُتوقع أن تُعيد الزخم إلى القطاع وتفتح مرحلة جديدة من الشراكات الإقليمية في مجالات التطوير العمراني والسياحي.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت إلى العربية بزنس، فإن الصناديق تنتمي إلى السعودية والإمارات والكويت، وتشمل “أبوظبي كابيتال”، وصندوقاً تابعاً لمجموعة سمو القابضة السعودية، إلى جانب صندوق كويتي-قطري مشترك. وبدأت الصناديق فعلياً إعداد دراسات الجدوى بالتعاون مع الجهات الحكومية المصرية لاختيار المشروعات ذات الجدوى الاقتصادية الأعلى.
وسط القاهرة والساحل الشمالي في صدارة الاهتمام
تتركز مفاوضات المستثمرين الخليجيين حالياً حول منطقة وسط القاهرة والمناطق المطلة على نهر النيل، لما تتمتع به من قيمة استثمارية وتاريخية كبيرة. وتشمل الخطط إقامة مشروعات فندقية وسياحية تستهدف تنشيط الحركة السياحية وتحسين المشهد العمراني للمنطقة، في توافق مع دعوات سابقة من رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار لتأسيس صندوق عربي لتطوير وسط القاهرة بعوائد استثمارية معتدلة ومستدامة.
أما الساحل الشمالي فيأتي ضمن أولويات الصناديق الثلاثة بفضل البنية التحتية المتطورة والإقبال المتزايد من المشترين المحليين والأجانب. وتأتي هذه التحركات بعد صفقة “رأس الحكمة” التاريخية التي نفذتها شركة القابضة الإماراتية ADQ باستثمارات بلغت 35 مليار دولار، والتي أعادت تعريف مفهوم تصدير العقار المصري.
كما أبدت سمو القابضة اهتمامًا خاصًا بمنطقة غرب القاهرة، خصوصًا الشيخ زايد ومحيط المتحف المصري الكبير ومطار سفنكس الدولي، لما تمثله من موقع استراتيجي واعد في مجال الاستثمار الفندقي والسياحي. وتُدرس كذلك فرص في منطقة البحر الأحمر بعد نجاح مشروعات مشتركة مثل “مراسي رد” التي جمعت رؤوس أموال سعودية وإماراتية.
انعكاسات على السوق العقاري المصري
يرى محللون أن هذه الخطط الاستثمارية الخليجية تمثل نقطة تحول نوعية في السوق العقاري المصري، إذ تعكس ثقة المستثمرين العرب في قدرة الاقتصاد المصري على التعافي واستيعاب مشروعات كبرى ذات طابع دولي. كما يُتوقع أن تسهم في تنشيط سوق الأراضي الفندقية والسياحية ورفع كفاءة التخطيط العمراني في العاصمة والمناطق الساحلية.
ويُرجح أن تبدأ أولى الصفقات التنفيذية مطلع عام 2026، لتشكل انطلاقة جديدة للقطاع العقاري المصري كأحد أهم مراكز الجذب الاستثمارية في المنطقة خلال السنوات المقبلة.
تسجيل الدخول / التسجيل




Comments
No comments yet. Be the first to comment!