by masahat.news

Oct 31, 2025

(5)

Share

الرياض، السعودية

تشهد منطقة عسير تحولاً استثمارياً لافتاً بعد الإعلان عن تحالف استثماري ضخم تتجاوز قيمته مليار ريال لتطوير مشروع \"وادي أبها\"، في خطوة تؤكد تنامي الثقة بمستقبل السوق العقاري في المنطقة وقدرته على استقطاب رؤوس الأموال المحلية والخارجية.

ويأتي المشروع بالشراكة بين هيئة تطوير منطقة عسير واتحاد الغرف السعودية، ليشكل نموذجاً متقدماً للشراكة بين القطاعين العام والخاص في تنمية المدن السعودية، ويترجم توجه الدولة نحو تنويع الاقتصاد ورفع جودة الحياة وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

يمثل مشروع \"وادي أبها\" نقطة تحول في مسار التطوير العمراني للمنطقة، إذ يُتوقع أن يضم مرافق سكنية وسياحية متكاملة، تشمل فنادق ومنتجعات جبلية حديثة، ومناطق ترفيهية ومسارات بيئية مستدامة. كما سيسهم في إعادة تخطيط محاور النقل والخدمات في محيط الوادي، ما ينعكس إيجاباً على قيم الأراضي والعقارات المحيطة ويخلق فرصاً استثمارية جديدة للمطورين والممولين.

من الناحية التمويلية، يأتي المشروع متزامناً مع انتعاش سوق التمويل العقاري في عسير، الذي شهد في العامين الأخيرين نمواً متسارعاً مدفوعاً بتزايد الطلب على المنتجات السكنية والمشروعات قيد الإنشاء، إضافة إلى توسع برامج التمويل البنكي والمبادرات الحكومية التي تسهّل تملك المواطنين للمساكن.

ويرى مراقبون أن هذا التحالف سيشكل منصة جذب لرؤوس الأموال الجديدة نحو المنطقة، خصوصاً مع اتساع رقعة المشروعات السياحية في أبها والنماص وتنومة، وتحول عسير إلى وجهة استثمار عقاري ناشئة تجمع بين الجمال الطبيعي والبنية التحتية المتطورة والمزايا التحفيزية التي تقدمها الجهات الحكومية للمطورين والمستثمرين.

كما يعزز المشروع توجه الدولة لدمج التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على الهوية البيئية والتراثية لعسير، من خلال تصميمات معمارية تتناغم مع الطبيعة الجبلية والموروث المحلي. ومن المتوقع أن ينعكس هذا النموذج على بقية مدن المنطقة، ليصبح أحد أبرز محركات السياحة العقارية المستدامة في المملكة.

ويؤكد خبراء أن هذا الحراك العقاري يرسخ مكانة عسير ضمن خريطة الاستثمار الوطني، إذ لم تعد المنطقة مجرد وجهة سياحية موسمية، بل سوقاً واعداً للتنمية العقارية المتكاملة يمكن أن يعيد توزيع الفرص الاستثمارية خارج المراكز الحضرية الكبرى، بما يخلق توازناً في النمو الاقتصادي والعمراني على مستوى المملكة.