by masahat.news

Oct 28, 2025

(5)

Share

الرياض، السعودية

انطلقت اليوم في العاصمة السعودية الرياض فعاليات الدورة التاسعة من منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار (FII)، بمشاركة نخبة من قادة المال والأعمال من أكثر من 90 دولة، في حدث يعزز مكانة المملكة كمركز عالمي لجذب الاستثمارات، ويضع القطاع العقاري في مقدمة القطاعات الواعدة ضمن رؤية السعودية 2030.

ويُعرف المنتدى بلقب \"دافوس الصحراء\"، وهو منصة تجمع بين صناديق الثروة السيادية والمستثمرين الدوليين والمطورين العقاريين لمناقشة مستقبل الاقتصاد العالمي، ودور السعودية المحوري في قيادة التحول نحو مدن ذكية وتنمية عمرانية مستدامة.

العقار محور رئيسي في رؤية التحول الاقتصادي

يُسلط المنتدى الضوء على التحول الجذري في مفهوم الاستثمار العقاري بالمملكة، حيث لم يعد مقتصرًا على مشروعات الإسكان، بل بات يشمل تطوير المدن الذكية، ومناطق الأعمال، ومشروعات الضيافة الفاخرة التي تمثل واجهة جديدة للقطاع العقاري السعودي.

وأكد ياسر الرميّان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، خلال الجلسة الافتتاحية، أن الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة ارتفع بنسبة 24% ليصل إلى 31 مليار دولار خلال العام الماضي، مشيرًا إلى أن المشاريع العقارية الكبرى أصبحت جزءًا رئيسيًا من هذا النمو. وقال: “لقد أخذنا السعودية إلى العالم، والآن العالم يأتي إلى السعودية”.

شركات التطوير العقاري تتصدر المشهد

شهد المنتدى مشاركة واسعة من كبرى شركات التطوير العقاري المحلية والعالمية، في مقدمتها ROSHN Group، الذراع العقارية لصندوق الاستثمارات العامة، التي تستعرض خلال المنتدى تجربتها في بناء مجتمعات سكنية متكاملة تعتمد على الطاقة النظيفة وتخطيط حضري ذكي.

كما شاركت شركة Soudah Development التابعة للصندوق في جلسات متخصصة حول الاستثمار السياحي والعقاري في المناطق الجبلية، بينما حضرت شركات عالمية كبرى مثل Emaar الإماراتية، وBrookfield الكندية، إلى جانب مؤسسات استثمارية أمريكية مثل BlackRock وGoldman Sachs، في إشارة إلى تصاعد الاهتمام الدولي بسوق العقار السعودي.

مشروعات كبرى تفتح أبواباً جديدة للاستثمار

تناول المنتدى أحدث التطورات في مشاريع المدن المستقبلية ضمن رؤية 2030، وعلى رأسها نيوم، وذا لاين، والبحر الأحمر، ونيو مربع (New Murabba)، وهي مشروعات ضخمة تمثل نموذجًا عالميًا للتنمية الحضرية المستدامة.

وأوضحت جلسات المنتدى أن المرحلة المقبلة ستشهد شراكات جديدة بين القطاعين العام والخاص لتمويل وتطوير مشروعات الضيافة، والمجمعات التجارية، والمناطق السكنية المتكاملة، بما يعزز من دور القطاع العقاري كأحد المحركات الأساسية للنمو الاقتصادي في المملكة والمنطقة.

الذكاء الاصطناعي في خدمة المدن الذكية

يركز المنتدى هذا العام على دمج التقنيات الحديثة بالقطاع العقاري، خصوصًا تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تخطيط المدن وإدارة الطاقة والبنية التحتية. وتبحث الشركات المشاركة في كيفية استخدام التقنية لتحسين تجربة المعيشة وتعزيز كفاءة المشروعات العقارية من حيث التكلفة والعائد.

وجهة استثمارية تتسع للمنطقة العربية

ويرى محللون أن المنتدى يمثل منصة تمويل رئيسية للمطورين العقاريين العرب، خاصة من الإمارات ومصر، للدخول في مشاريع سعودية وإقليمية مشتركة، مع توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة توقيع اتفاقيات استراتيجية في مجالات التطوير العقاري الذكي والضيافة الفندقية.

بهذا الزخم، تؤكد مبادرة مستقبل الاستثمار أن المملكة لم تعد فقط وجهة مالية، بل أصبحت مركزًا عالميًا لتشكيل مستقبل العقار والتنمية المستدامة، حيث تتقاطع فيها رؤية 2030 مع طموح الاستثمار الدولي، لتصنع معًا خريطة جديدة للعقار في الشرق الأوسط والعالم.