by masahat.news

Oct 02, 2025

(5)

Share

دبي _ الإمارات

دخلت تقنيات البلوك تشين على خط العقار الفاخر مع إعلان زاك ويتكوف، المؤسس المشارك لشركة World Liberty Financial وابن رجل الأعمال ستيف ويتكوف، عن خطة لتحويل أصول عقارية مملوكة لعائلة ترامب – في مقدمتها برج ترامب الدولي في دبي – إلى أصول رقمية قابلة للتداول. خطوة كهذه، وإن كانت في مراحلها الأولى، قد تعني فتح السوق العقاري أمام شريحة أوسع من المستثمرين، وتغيير معادلة الاستثمار في العقارات الفاخرة على مستوى عالمي.

الفكرة تقوم على ترميز الحصص العقارية بحيث يتمكن المستثمرون من شراء أسهم رقمية مرتبطة مباشرة بعقارات بارزة، تماماً كما لو كانت مدرجة في بورصة. ويطرح ويتكوف تساؤلاً لافتاً: لماذا يظل الوصول إلى عقارات الفئة الأولى محصوراً بالمؤسسات أو الأثرياء عبر الصناديق، بينما يمكن للبلوك تشين أن يمنح المستثمرين الأفراد فرصة المشاركة في هذه الأصول؟

برج ترامب في دبي، بارتفاعه البالغ 80 طابقاً واحتوائه على نادٍ خاص وإطلالات بانورامية على برج خليفة، يعد أحد المشاريع الأكثر ترقباً ضمن الخطة. وإذا ما تحقق ترميزه، فسيكون من بين أولى الأصول العقارية الفاخرة في المنطقة التي تدخل عصر الرقمنة الاستثمارية، الأمر الذي قد يعزز جاذبية دبي كمركز عقاري عالمي قادر على استيعاب ابتكارات التمويل الجديدة.

الانعكاسات على السوق العقاري والاستثماري تبدو واسعة، إذ يشير باحثو Animoca Brands إلى أن سوق الأصول الحقيقية المرمزة (RWAs) قد يفتح الباب أمام قطاع مالي تقليدي تقدر قيمته بنحو 400 تريليون دولار، مع توقعات بنمو هذه السوق إلى 16 تريليون دولار بحلول 2030. دخول مؤسسات كبرى من بنوك ومديري أصول إلى هذا المجال يزيد من احتمالات تحوله إلى مسار استثماري معتمد لا يقتصر على التجارب الناشئة.

رغم الحماس، يبقى التحدي التنظيمي حاضراً، فقد تأخرت العقارات مقارنة ببقية الأصول في دخول عالم التوكنات بسبب التعقيد القانوني وتاريخ المحاولات غير المكتملة. لكن إذا ما نجحت تجربة ترميز برج ترامب في دبي، فإنها قد تشكل نقطة تحول جذرية، ليس فقط للعقارات الفاخرة في المنطقة، بل لطريقة تعامل الأسواق العالمية مع فئة الأصول الأكثر تقليدية، لتدخل دورة جديدة من السيولة والشفافية وجذب المستثمرين من مختلف المستويات.

بهذا المعنى، لا تقف الخطة عند كونها تجربة تقنية، بل تحمل ملامح إعادة تعريف لمستقبل الاستثمار العقاري العالمي، حيث قد يصبح شراء \"حصة\" في برج فاخر بدبي أمراً متاحاً للجميع عبر ضغطة زر.