
واشنطن _ الولايات المتحدة
شهد سوق التمويل العقاري الأميركي ارتفاعًا محدودًا في متوسط أسعار الفائدة على القروض العقارية بعد أربعة أسابيع من التراجع المتواصل التي أدت إلى بلوغ مستويات قياسية منخفضة. وأفادت مؤسسة \"فريدي ماك\" للتمويل العقاري بأن متوسط سعر الفائدة على القروض العقارية لأجل 30 عامًا ارتفع خلال الأسبوع الحالي إلى 6.3%، مقابل 6.26% في الأسبوع الماضي.
كما شهدت قروض التمويل العقاري لأجل 15 عامًا، المفضلة لدى أصحاب المساكن الراغبين في إعادة تمويل قروضهم لتخفيض الفائدة، ارتفاعًا إلى 5.49% هذا الأسبوع، مقارنة بـ 5.41% الأسبوع الماضي و5.16% خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفق بيانات وكالة \"أسوشيتد برس\".
ويعكس هذا التغير محدودًا في الفائدة تباطؤ وتيرة نمو طلبات التمويل العقاري، ما يشير إلى تحولات محتملة في استراتيجيات الشراء والاستثمار العقاري في الولايات المتحدة. وتتأثر أسعار الفائدة بعدة عوامل رئيسية، أبرزها قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، وتوقعات المستثمرين فيما يخص التضخم وأداء الاقتصاد، إلى جانب العائد على سندات الخزانة الأميركية العشرية، الذي يعد مؤشراً رئيسياً لتحديد أسعار الفائدة على قروض المساكن.
وفي منتصف تعاملات اليوم الخميس، سجل العائد على السندات العشرية 4.19%، مقابل 4.16% في ختام تعاملات الأمس، ما يعكس استجابة السوق لتقلبات الاقتصاد الكلي والتوقعات المستقبلية.
ويؤكد خبراء أن هذا الارتفاع الطفيف في الفائدة قد يعيد تشكيل قرارات المستثمرين والمطورين العقاريين، حيث قد يؤثر على الطلب على التمويل العقاري طويل الأجل، ويعيد توجيه استراتيجيات الشراء والاستثمار، خصوصًا للمشترين الجدد الراغبين في الاستفادة من معدلات الفائدة المنخفضة السابقة. كما قد يزيد الاهتمام بخيارات التمويل المرن والمشاريع العقارية التي توفر عوائد ثابتة للمستثمرين، ما يعزز الدور الاستراتيجي للمطورين في تكييف عروضهم وفق هذه المتغيرات.
ويظل السوق العقاري الأميركي حساسًا لتغيرات الفائدة، حيث أن أي ارتفاع إضافي قد يؤثر مباشرة على تكلفة الاقتراض ويعيد تشكيل ديناميكيات العرض والطلب في القطاع العقاري والاستثماري على حد سواء، ما يجعل مراقبة مؤشرات الفائدة وحركة سندات الخزانة أمرًا حيويًا للمستثمرين والمطورين على حد سواء.
Comments
No comments yet. Be the first to comment!