
مكة المكرمة – السعودية
يشهد حي المقرح في العاصمة المقدسة تحولًا نوعيا في مشهده العمراني والاقتصادي، بعد انتقال سوق قطع الغيار المستعملة للسيارات إلى مدينة المعادن الجديدة بالعكيشية، لتفتح هذه الخطوة الباب أمام استثمارات عقارية وتجارية ورياضية تعيد رسم مستقبل المنطقة على أسس أكثر عصرية.
ويؤكد مراقبون في السوق العقاري أن المنطقة تشهد طفرة لافتة في أسعار الأراضي، حيث قفز سعر المتر التجاري إلى ما بين 1500 و2000 ريال، فيما تجاوز سعر المتر السكني حاجز الألف ريال، مستفيدًا من الموقع الاستراتيجي للحي الذي يربط بين الطريق الدائري الرابع وشارع الحج والطريق الدائري الثالث.
هذا التحول يعكس انتقالًا تدريجيًا من الأنشطة العشوائية التي ارتبطت لعقود بسوق السكراب وورش الصيانة، إلى استخدامات أكثر تنظيمًا وجاذبية للاستثمار، سواء عبر مشاريع تجارية حديثة أو مرافق رياضية وترفيهية. فقد بدأت بالفعل أكاديميات رياضية باستغلال المساحات المتاحة لإنشاء ملاعب حديثة بعوائد تشغيلية يومية، فيما تحرك مستثمرون آخرون إلى مشاريع إعادة تدوير السكراب وتوظيف المخزون الكبير من هياكل المركبات التالفة في صناعات معدنية منظمة.
الخطوة التي اتخذتها أمانة العاصمة المقدسة بإنشاء مدينة المعادن المتكاملة على مساحة 645 ألف متر مربع جنوب مكة، لا تعكس فقط إعادة تنظيم قطاع الخردة وتشاليح السيارات، بل تفتح المجال أمام حي المقرح ليتحول إلى وجهة استثمارية صاعدة، مع توقعات بزيادة الطلب على الأراضي التجارية والسكنية وظهور مشاريع تطويرية جديدة تواكب الحراك العمراني في مكة.
ويشير خبراء إلى أن إعادة توظيف هذه المساحات الكبيرة يخلق فرصًا استثمارية متعددة، سواء في قطاع العقار أو الرياضة أو الخدمات التجارية، ويمنح المستثمرين بيئة أكثر أمانًا واستقرارًا مقارنة بالفترة السابقة التي اتسمت بالعشوائية والمخالفات.
بهذا، يتحول حي المقرح من سوق تقليدي لقطع الغيار دام أكثر من أربعة عقود إلى منطقة واعدة تحمل ملامح عصر استثماري جديد، يرفع من جاذبية العاصمة المقدسة كمركز حضري متجدد يوازن بين التطوير العمراني وحاجات المجتمع والاقتصاد.
Comments
No comments yet. Be the first to comment!